تاريخ المدينة

الحامة ، تقع في ولاية قابس بالجنوب الشرقي، سميت قديما بمدينة النحاس وهي تلقب اليوم ببوابة الصحراء أو واحة الصحراء تمتاز بالمناظر الصحراوية الخلابة وجمال واحاتها الغناء وبمياهها الجوفية الحارة تبعد عن ولاية قابس قرابة ال30 كم.
تعتبر الحامة من أهم محطات العلاج الطبيعي التي يزورها التونسيون والأجانب من جميع أنحاء العالم للاستشفاء والاستمتاع بمياهها العذبة.

ففي هذه المدينة، تنتشر مجموعة كبيرة من عيون المياه الطبيعية، تتراوح درجة حرارتها بين 38 و42 درجة مئوية، وهي الأقرب إلى درجة حرارة الإنسان، وتعتبر من أجود المياه الجوفية الساخنة في العالم.
يقول مختصون إن مياة الحامة الحارة تجري على مادة الكبريت، وهو ما يفسر خروجها ساخنة حاملة فوائد طبية متعددة.
وتنتشر في المدينة عدة حمّامات يبلغ عددها 122، وهي محطات استشفائية للعلاج الطبيعي، تتوزع على كامل مساحة المدينة. ويمتد الحمام الواحد على مساحة كبيرة، وبه غرف استحمام عمومية وخاصة، وأخرى عائلية.

يتكون سكان شمال إفريقيا من قسمين أساسيين وهما الرّحل والمستقرون أو الوبر والحضر، وقد ميز هيرودوت منذ ق V ق.م بين اللوبيون الرحل واللّوبيون الفلاحة. كما ذهب كل من سانت أوقستان (Saint augustin) (ق IV)  وبروكوب (Procope) (ق VI) وابن خلدون (ق XIV)، إلى القول بالأصول الشرقية  وتحديدا الكنعانية للسكان البربر بشمال افريقية. ويضيف ابن خلدون (ق XIV) أن فصيلتان من البربر وهما كتامة وصنهاجة ينحدران من اليمن. ومع الهجرة الهلالية إلى شمال افريقية، فقد تعرّب قسم هام من السكان الأصليين ألا وهو البربر.

عمّر بالحامة منذ فترة قديمة أجناس من البربر ثم الرومان الذين تركوا بها بصمتهم المتجلية في التسمية: إذ كانت مدينة الحامة “تعرف بحمّة مطماطة تفرقة بينها وبين حمّة توزر المعروفة بحمّة البهاليل” ، كما كانت تسمى كذلك حمة قابس أو حمة مطماطة وتسمى اليوم الحامة وحامة قابس. “وهي معروفة ومتواجدة منذ العهد البربري”، كما “كانت تسمى في العصور الرومانية القديمة (أكواتاكابيتانا Aquae Tacapi Tanae )”، وبالتالي فان التسمية تلعب دور الشاهد على الحضور

X